1/1/1428 هـ

معالي الدكتور حبيب زين العابدين - 

وكيل وزير الشئون البلدية والقروية – حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقتراحات عاجلة بخصوص ضرورة تأهيل مختبر خاص بالأمانة في كل مدينة متخصص للمواد ( تربة ، خرسانة، إسفلت) أسوة بالدول المتقدمة ، وكذلك تعميد المختبرات المؤهلة بالتقيد بالمقاييس والمواصفات الفنية العالمية بخصوص الإختبارات المطلوبة والمعايرة الدورية للأجهزة وتأهيل المهندسين والعاملين والفنيين في المختبرات، وأخيراً إلزام مصانع الخرسانة والمقاولين بالتقيد بجودة مواد البناء وأخذ عينات عشوائية من الصبات أثناء التنفيذ للرجوع إليها عند الخلاف.

أقدم لمعاليكم - مقدمة - قبل أن أتحدث عن مشاكل البناء ومواد الخرسانة في المنطقة، أتحدث قليلاً عن واقعنا في مدينة جدة بشكل خاص والسعودية بشكل عام ومستقبلنا المشرق بإذن الله.

تنمو المشاريع المدنية والمخططات في السعودية نمواً هائلاً سريعاً مع وجود معاليكم والحكومة الرشيدة، وماعرف عن معاليكم من حبكم للتجديد والتخطيط مع إستشارة من حولك من المهندسين والإداريين ،

ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن العزيز حفظه الله ونحن نعيش نهضة شاملة في شتى المجالات وفي جميع المدن والمحافظات تعتبر إنجازاً قياسياً عملاقاً في عامين فقط ، ورغم تلك المشاريع الضخمة إلا أننا والحمد لله نقرأ عن فائض كبير في الميزانية لأول مرة منذ 25 سنة تقريباً،

من المعلوم أن حجر الزاوية في وضع الخطط والاستراتيجيات في تنفيذ وتصميم المشاريع الحالية هو المهندسين سواءً العاملين في القطاع الحكومي مثل وزارة النقل ووزارة الشئون البلدية والقروية وما تشمله من أمانات وبلديات ، أو العاملين في القطاع الخاص مثل الشركات والمقاولات والمكاتب الهندسية.

كل ذلك يلقي على الهيئات الحكومية وخاصة الهندسية منها مسئولية كبيرة : في إنجاز المشاريع في وقتها المحدد مع مراعاة الدقة والجودة في إختيار وتصنيف المهندسين المصممين والإستشاريين والمقاولين المنفذين ، والمهندسين والفنيين العملين في مختبرات المواد والخرسانة الجاهزة. ثم وضع خطة مستقبلية لهؤلاء لتدريبهم وتطوير معلوماتهم ومهاراتهم الهندسية والمهنية، مع إطلاعهم على أحدث ماتوصل له العالم في تقنية البناء ، والتأكد من صلاحية إستخدام مواد البناء ومدى مطابقتها للمواصفات العالمية .

وكما هو معلوم فإن المملكة ستواجه العديد من التحديات في عصر العولمة كنتيجة مباشرة لانضمامها إلى منظمة التجارة العالمية (WTO) في العام الماضي ولذلك ، فإن على القطاع الخاص (والمؤسسات الحكومية أيضاً) في المملكة أن يتنافس مع محيط عالمي يتسم بالتحدّي الشديد، والذي قد يجلب منافع كبيرة للمستعدين لإحداث التغييرات المناسبة. 

وما نلاحظه من إهتمام العالم بمبدأ الهندسة القيمية والجودة كمعيار لقبول الأعمال والمشاريع المنجزة ، ولا ننسى مدى الإهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وفقه الله ولي العهد الأمين بالمبدأين أعلاه وحرصه على تطبيقه في الوزارات والمؤسسات.

فلنبدأ في تطبيق شعار الجودة في وزاراتنا ومؤسساتنا ومشاريعنا بما يعود بالنفع علينا وعلى أمتنا ولكي نستحق أن نكون في مصاف الدول المتقدمة علمياً ودينياً في عصر العولمة والمتغيرات السريعة ، مع الأخذ بعين الإعتبار المحافظة على البيئة والصحة العامة والسلامة .

وقد  وجدت بعد بحث مستفيض بأن شركة أرامكو تعتمد في مواصفاتها على كود البناء للولايات الغربية الأمريكية)  (UBCمنذ سبعين سنة ، وتعتمد عليها أيضاً الهيئة الملكية بالجبيل وينبع منذ أكثر من خمس وعشرين سنة ، والتي طورت ووحدت مع كود البناء لجميع الولايات الأمريكية عام 2000 م  باسم ( IBC International Building Code).

كما أن وزارة النقل بالسعودية تأخذ مواصفاتها لأكثر من ستين سنة من مواصفات إدارة المواصلات الأمريكية (DOT ) أو هيئة مهندسي الطرق والنقل الأمريكية (AASHTO) وكذلك مواصفات القياسات والأجهزة الأمريكية العالمية  ((ASTM .

لقد قمت بزيارة منذ أيام للمقر الرئيسي (ASTM) في مدينة فيلادلفيا الأمريكية أثناء حضوري الدورة العملية المكثفة في كيفية فحص وكشف تآكل المعادن في مختبر التآكل، وعلمت من المسئولين هناك بأن مواصفاتهم العالمية للمختبرات والمواد جمعت لديهم من بحوث وتجارب لعلماء ومهندسين وفنيين من مائة دولة تقريباً.

وقد أكد لي مدير قسم التدريب والتأهيل وإدارة النقل الأمريكية والمشرف على المختبرات المعتمدة فرع ولاية فلوريدا - والتابع لجمعية الخرسانة الأمريكية (ACI) - أن جميع مختبرات المواد التابعة للهيئات الحكومية والشركات الخاصة في أمريكا معتمدة وموثقة من المواصفات العالمية (ASTM) والتي تنص على أدنى حد يجب توفره في الأجهزة والمواد والمعدات وكذلك الشهادات والخبرات والمؤهلات للعاملين في المختبر ، وهذا مالاحظته أثناء حضوري الدورات التأهيلية في فحص التربة والخرسانة في العام الحالي في ولاية فلوريدا بأمريكا.

وهذا يوضح مدى إهتمام وزارة النقل لديهم وفروعها وكذلك أمانات البلديات وفروعها بمختبرات المواد ، ففي كل مدينة مثل أورلاندو وتامبا وميامي في ولاية فلوريدا يوجد مختبر على أحدث الأسس العلمية تابع للوزارة ، وأحياناً يوجد مختبر كبير للتربة وآخر لفحص تآكل الخرسانة، فلا يكفي أن تعتمد الهيئات الحكومية على نتائج المختبرات الأخرى ، بل لابد من فحص بعض العينات في مختبراتها للتأكد من النتائج أو لحل الإشكالات القائمة مع المقاول في طريقة الدفع عن الأعمال المنجزة .

 وليس ذلك فقط فقد لاحظت في أثناء دراساتي وتدريبي لدورات فحص التربة والخرسانة والتآكل في السنوات الماضية مدى إهتمام المختبرات الحكومية والخاصة بقسم الجودة ، وهناك مسئول حكومي للجودة لكل مشروع مع وجود مسئول الجودة للمقاول، وجميع الإختبارات والمشاريع والدفعات المالية يتم التنسيق بين مسئولي الجودة من الطرفين.

أقترح بعض الخطوات العملية لتأهيل المختبرات الخاصة المجودة حالياً بمدينة جدة :

أولاً: التأكد من مختبرات المواد الموجودة في مدينة جدة ومدى مطابقة الأجهزة والعاملين عليها لمواصفات المختبرات والمقاييس الأمريكية العالمية (ASTM).

ففي مجال إختبار الخرسانة يجب على المختبر التقيد بما ورد في  (ASTM C1077 - Concrete) في الحد الأدنى من  الأجهزة والإختبارات اللازمة وكذلك مواصفات العاملين والمشرفين في المختبر.

وفي مجال إختبار التربة يجب على المختبر التقيد بما ورد في  (ASTM D3740 - Soil)) في الحد الأدنى من الأجهزة والإختبارات اللازمة وكذلك مواصفات العاملين والمشرفين في المختبر.

و في مجال إختبار الإسفلت يجب على المختبر التقيد بما ورد في  (ASTM D3666 - Asphalt)) في الحد الأدنى من الأجهزة والإختبارات اللازمة وكذلك مواصفات العاملين والمشرفين في المختبر.                       وعلى هذا أرى بإلزام هذه المختبرات والعاملين علها بالإلتزام والتطبيق الكامل لهذه المواصفات المذكورة أعلاه لكي نتعامل معها  وتأخذ هي المصداقية والقبول من الهيئات العالمية،  مع إعطائهم فترة أقصاها ستة أشهر لإستكمال المواصفات.

ثانياً : أقترح أن يقوم المختصين من الجمعية السعودية للمهندسين بجدة بزيارة هذه المختبرات جميعها والتأكد من مطابقتها للمواصفات، ومدى تطبيقهم للمعايرة الدورية لأجهزتهم المخبرية مع التأكد من تأهيل العاملين والمشرفين. مع الطلب من المختبرات بعمل دورات عن فحص المواد للمهندسين والمشرفين من الأمانة .

ثالثاً:  أقترح على معاليكم  تأهيل مختبر خاص بالأمانة في كل مدينة متخصص للمواد ( تربة ، خرسانة، إسفلت) أسوة بالدول المتقدمة.

رابعاً : أقترح أخيراً الكشف على شركات الخرسانة الجاهزة في جدة وكذلك تأهيل الفنيين والمشرفين العاملين لديها كما هو المعمول به عالمياً في الدول المتقدمة، ومدى مطابقة المواد المستخدمة في الخلطة للمواصفات العالمية وخاصة صب الخرسانة في الأجواء الحارة، وحثهم على إستخدام الإسمنت البورتلاندي البوزلاني في الخلطات الخرسانية لمزاياه العديدة منها خفة وزنه ومقاومته العالية للحرارة ومقاومته لتفاعل ركام القلويات ومقاومته المعروفة لأملاح الكلورايد والسلفات المتواجدة بكميات كبيرة في بيئات مدننا الحارة والساحلية مع فوائدة الدونة عالمياً في قلة المسامية والنفاذية وفوائده في تثبيت التربة وتقوية الأساسات.

مع التنويه لدراسة قامت بها لجنة جودة الخرسانة بأمانة جدة مؤخراً ونشرت في جريدة عكاظ في يناير عام 2007 م ـ وكذلك (مجلة المهندس ) في منتصف عام 1428هـ  وأخيراً مقالي في جريدة المدينة في ص 1 و ص 9 في 18 شعبان 1428هـ  التي كشفت عن وجود 26 من أصل30 مصنع خرسانة جاهزة في محافظة جدة لايوجد لها ترخيص وتنتج خرسانة مغشوشة وغيرمطابقة للمواصفات وخلصت الدراسة إلى أنه في حدود 10سنوات فقط سوف تنهار نصف العمائر الجديدة في مدينة جدة.

إنتهت التوصيات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ولكم جزيل الشكر...وتقبلوا معاليكم  تحياتنا ،،،   

  مقدمه: مدير المكتب: 

الدكتور المهندس: محمد الحاج حسين

 ----------------------------------------------------

مختبر بلدية دبي المركزي

أثناء زيارتي الأخيرة لبلدية دبي في 18 مايو 2008م ، إستغرق زيارتي لمختبر دبي المركزي يومين للإطلاع على أقسامه الكثيرة ومقابلة جميع المسئولين بما فيهم عدد كبير من الحاصلين على الدكتوراه والماجستير في التربة ومواد الخرسانة والهندسة الكيمائية وغيرها من التخصصات  الهندسية

وبلغ خبرة عدد كبير من المهندسين والمهندسات 20- 30 سنة ، وقيمة أجهزة المختبرات مئات الملايين ويدر أرباحاً عالية لبلدية دبي.

جميع مواد الرمل والحصى والإسمنت والحديد والطابوق والبلك المحلي والمستورد يمنع دخولها ميناء دبي حتى يجتاز جميع الإختبارات العالمية وخاصة المواصفات البريطانية، وكل تلك الإختبارات موجودة بأسمائها وأسعارها وتاريخ النتائج في الموقع الإلكتروني الخاص بمختبر بلدية دبي المركزي  .

أين دور مراكز الأبحاث في وزارتنا الحكومية؟ من التقدم الكبير والتقنية العالية ومستوى الجودة والأداء الرفيع الذي وصلت له أبحاث مختبر بلدية دبي المركزي وغيرها من مراكز الأبحاث العالمية في كل مدينة.

أين مراكز الأبحاث التابعة لإدارة النقل بمنطقة مكة المكرمة أو أمانة جدة؟ ، هل عدد سكاننا أقل من مدينة دبي؟

أين دور مختبر أمانة جدة والمختبرات الحكومية من هذه الإختبارات؟!!، كيف يسمح بدخول أنواع الحديد المستورد للمملكة دون فحص قوة الشد وغيرها من الإختبارات ، كيف يسمح برمل وحصى محلي أو مستورد دون فحص كيمائي وفيزيائي لهذه المواد، مع معرفة نسبة القلويات ونسبة أملاح الكلور أو نسبة الطين والمواد الضارة داخل تلك الحصى أو الرمل؟!!.

المايكرو سيلكا الذي يأتينا من مخلفات مصانع الحديد من الشرق والغرب من يفحصه ويتأكد من مطابقته للمواصفات العالمي؟!!.

الإضافات الكيمائية والصناعية والملدنات المحلية والمستوردة  من يفحصها ويتأكد من خصائصها المكتوبة على المنتج ، من يفحص نسبة الكلور الموجود بشكل كبير في بعض الإضافات؟!! .

الإسمنت المحلي والمستورد من يقوم بفحصه لمعرفة نسبة أملاح الكلور والقلويات الموجودة حتى لايتسبب في تدهور الخرسانة ، أليس من العار علينا أن يرفض السودان شحنات كثيرة من أنواع الإسمنت المستورد لإرتفاع نسبة القلويات ونسبة أملاح الكلور عن النسبة المسموح بها في المواصفات السودانية !!! والتي تعتبر شديدة جداً مقارنة مع المواصفات الأوروبية والأمريكية. ونحن لانبالي بفحص أي مواد تدخل للمملكة!!!.

دبي وأمريكا وأوروبا الغربية لاتسمح بدخول البلك والطوب والصوف الصخري ومواد العزل إلا بعد فحصها للتأكد من قوة الكسر ونسبة العزل الحراري وملائمة تلك المواد لبيئتنا . ونحن نقبل أي مواد بدون مواصفات أو تحاليل أو معايير قبول !!!

------------------------